على الرغم من أن عيد الفطر لسنة 1445 هجرية لا يزال على بعد ثلاثة أسابيع، إلا أن وتيرة الاستعدادات للعودة إلى الوطن بدأت محسوسة في إندونيسيا. كدولة يبلغ عدد سكانها حوالي 278 مليون نسمة وغالبية السكان من المسلمين، فإن عيد الفطر هو أهم عطلة ويتميز عموما بتدفق هائل للعودة إلى الوطن. وخلاله يستعد السكان لمغادرة المدن الكبرى للاحتفال بالعيد في مسقط رأسهم. على الرغم من أن الجميع لن يعودوا إلى ديارهم، كما في السنوات السابقة، فإن تخيل تدفق العودة للوطن يعني تخيل التدفق الكثيف لحركة المرور من المدن الكبرى إلى مناطق مختلفة.
تم بيع تذاكر وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات والسفن والطائرات لتدفق العودة للوطن منذ أكثر من شهر.
من المتوقع أن يصادف عيد الفطر هذا العام تاريخ 10 أو 11 من شهر أبريل. فيما يتعلق بذلك، تتوقع الحكومة أن ذروة العودة للوطن في العيد ستحدث في الفترة من 5 إلى 7 أبريل، والتدفق العكسي في 14 و15 أبريل 2024. فمن مسح أجرته وزارة المواصلات، سيصل العدد المتوقع للمسافرين حوالي 193,6 مليون شخص، وهو أكبر بكثير من عام 2023 الذي بلغ حوالي 123,8 مليون شخص.
صرح الوزير المنسق للتنمية البشرية والثقافية، مهاجر أفندي، بعد عقد اجتماع تنسيقي على المستوى الوزاري يوم الاثنين (18/3)، أن الحكومة تضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لعيد الفطر لسنة 1445 هجرية.
على الرغم من أن العودة إلى الوطن في العام الماضي اعتبرت ناجحة، إلا أنه لا يزال يتعين على الحكومة إصلاح العديد من الأشياء لإنجاح حركة العودة إلى الوطن خلال هذا العام. واقترن ذلك بحالات تغير الطقس بشكل حاد ، وهذا يتسبب في حدوث فيضانات في مناطق مختلفة. وقال الوزير مهاجر إن الحكومة رسمت خرائط للمناطق المعرضة للكوارث من أجل التعامل مع حركة المسافرين خلال عملية العودة إلى الوطن، لكن لا يمكن دائما التنبؤ بالكوارث الطبيعية.
الاستعدادات الأخرى تتعلق بالطرق السريعة والمحطات والمطارات والموانئ. هناك ستة طرق جديدة برسوم مرور قيد التشغيل وثلاثة موانئ مفتوحة أمام حركة العودة إلى الوطن. ولتجنب تراكم المسافرين في أوقات معينة وتقليل حوادث الطرق، توفر الوزارات المختلفة برامج العودة للوطن المجانية للركاب والدراجات النارية مع النقل من خلال وسائل النقل بالحافلات والقطارات والسفن. كما تشجع الحكومة القطاع الخاص على تنظيم العودة المجانية للمواطنين للحد من استخدام المركبات الخاصة.
من خلال كل هذا يمكن الاستنتاج، أنه من أجل تدفق آمن لحركة العودة إلى الوطن، فإن التآزر بين وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء ووزارة المواصلات ومختلف المؤسسات الأخرى، بما في ذلك القطاع الخاص أمر مهم للغاية. والأهم من ذلك هو وعي المسافرين بتوخي الحذر عند القيادة، حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم والتجمع مع العائلة بأمان في أيام العطلات.