بعد صيام شهر رمضان، يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بـ "عيد الفطر" الذي يمثل نهاية الصيام عن الطعام والشراب، بما في ذلك في إندونيسيا. على الرغم من أن الاحتفال بعيد الفطر يختلف بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون به، إلا أن الغرض الرئيسي من الاحتفال هو قلب نظيف مثل الطفل الجديد الذي يولِد في العالم. لا يقتصر الصيام على كبح شهيتك للأكل والشرب فحسب، بل يعني أيضًا القدرة على التحكم في عواطفك وأفكارك وتدريبها على مقاومة الرغبات المفرطة والميول السلبية.
يمكن القول أن عيد الفطر هذا العام سيكون مميزًا بعض الشيء بالنسبة للشعب الإندونيسي والأمة عامة لأنه يحدث بعد الحفل الديمقراطي، أي الانتخابات العامة: انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وانتخاب ممثلي الشعب في البرلمان على حد سواء في المركز وفي المناطق. بعد إجراء الانتخابات، جرى البث في النزاع الانتخابي في المحكمة الدستورية. إن تدفق المشاعر والفرح والحزن والاتهامات وحتى الكراهية خلال فترة الحملة الانتخابية وبعد التصويت يمكن على الأقل تقليله أو حتى قمعه في شهر رمضان هذا.
كما يقدم عيد الفطر الفرحة لبعض الإندونيسيين، وخاصة لأولئك الذين يعملون كموظفين حكوميين أو خاصين أو غيرهم من الموظفين. لأنهم يحصلون على أموال إضافية من بدل عطلة- Tunjangan Hari Raya. توفر الحكومة بدل عطلة لموظفيها، بينما يوفرها القطاع الخاص وفقًا لتوجيهات الحكومة بالرجوع إلى الأنظمة القائمة. في الواقع، وجود بدل عطلة يمكن أن يساعد في تحريك اقتصاد البلاد. وعلاوة على ذلك، وبدعم من أنشطة "العودة للوطن" التي جعلت الاقتصاد يتحرك وتداول الأموال يسير بشكل جيد. يصبح كل شيء مترابطًا ومتكافلًا مع التبادلية مع بدل عطلة وعيد الفطر.
إن الاحتفال بعيد الفطر له أيضًا تأثير ليس فقط على المسلمين في إندونيسيا ولكن أيضًا على الناس من جميع الديانات الأخرى. كما أن الحركات الاقتصادية تجعل السكان غير المسلمين يشعرون بتأثير عيد الفطر. كما أنهم يستمتعون بالآثار الاقتصادية الإيجابية التي تحدث خلال شهر رمضان واحتفالات عيد الفطر، مثل زيادة الطلب على الغذاء والملابس وغيرها من الضروريات الأساسية. وهكذا تزايدت صناعة الأزياء والملابس وكذلك التجارة بين المدن والجزر، خاصة مع إضافة حركات التجارة عبر الإنترنت التي جعلت جميع جوانب الصناعة، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، كلها تنعم ببركات رمضان وعيد الفطر.
يحدث التسامح أيضًا خلال شهر رمضان، حيث تدرك جميع الأطراف أنه عندما يقلل شهر رمضان من أنشطة العمل، وكذلك أنشطة المتاجر والمطاعم. لذا قاموا بتخفيض ساعات العمل على الرغم من أنها مفتوحة من خلال تطبيق أساليب معينة لاحترام المجتمع المسلم الذي يصوم من الصباح إلى المساء. لذا فإن شهر رمضان، الذي ينتهي بعيد الفطر، يجب أن يكون وسيلة لإعادة توحيد الشعب الإندونيسي والأمة الإندونيسية التي كانت لها وجهات نظر مختلفة خلال الانتخابات الأخيرة. لأنه بصيام شهر رمضان وانتهائه بعيد الفطر ينبغي للمسلمين أن يسامحوا بعضهم البعض، مسلمين وغير مسلمين. أتمنى أن يكون عيد الفطر 1445 هجرية مباركا على الجميع.